يعتبر الوضع العرضي للجنين واحداً من المشاكل الشائعة التي تواجه الأمهات خلال فترة الحمل، حيث يحدث عندما يتم وضع الجنين بحيث يكون رأسه في الأعلى وعرضه في الأسفل، بدلاً من وضعه الطبيعي الذي يكون رأسه في الأسفل وعرضه في الأعلى. يمكن أن يؤدي وضع الجنين إلى بعض المضاعفات والمشاكل خلال عملية الولادة، مثل الولادة القيصرية والتضخم الحوضي، ولذلك يجب متابعة الحمل بشكل دوري والكشف عن الوضع في حال حدوثه، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي المضاعفات والتعامل مع الحالة بشكل فعال. في هذا المقال سنتحدث بشكل مفصل عن الوضع العرضي، أسبابه ومضاعفاته، وطرق الوقاية والعلاج في حالة حدوثه.
محتوى الموضوع
ما هو الوضع العرضي للجنين
الوضع العرضي للجنين هو وضعه داخل رحم الأم بحيث يكون رأسه أو مؤخرته متجهًا نحو عنق الرحم وفي اتجاه المهبل. وهذا الوضع هو الوضع الطبيعي الذي يتخذه معظم الأطفال في بطن أمهم قبل الولادة. يمكن أن يكون الجنين في الوضع العرضي بشكل رأسي (رأس الجنين متجه نحو عنق الرحم) أو بشكل مقعر (مؤخرة الجنين متجهة نحو عنق الرحم).
الوضع العرضي هو الوضع الأكثر شيوعًا والأفضل للولادة الطبيعية، حيث يسمح لرأس الجنين بالتقدم عبر عنق الرحم والمهبل بسهولة. في حالة وجود أي مشاكل أو تعقيدات، قد يتم تحويل الولادة إلى القيصرية.
أسباب الوضع العرضي
لا يعرف بالضبط ما الذي يتحكم في الوضع العرضي داخل الرحم، ولكن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تؤثر على وضع الجنين وتجعله يتحول إلى الوضع العرضي. وهذه العوامل تشمل:
1- الحجم والشكل الطبيعي للرحم وتشكيل الجهاز العصبي المركزي للجنين.
2- حجم الجنين ومكان وضعه في الرحم.
3- التغيرات الهرمونية التي تحدث في جسم الأم خلال الحمل.
4- حركة الجنين داخل الرحم وحركته المتكررة.
5- المساحة المتاحة داخل الرحم ومدى قابلية الجنين للتحرك داخله.
6- التعرض للجاذبية وحركة الجسم، فقد يؤثر الوضع الذي يجلس به الأم على وضع الجنين.
على الرغم من أن الأسباب الدقيقة للوضع العرضي غير معروفة بالضبط، إلا أن هذه العوامل تلعب دورًا مهمًا في تحديد وضع الجنين داخل الرحم.
مضاعفات الوضع العرضي
قد تحدث بعض المضاعفات عندما يكون الوضع العرضي، ومن أهم هذه المضاعفات:
1- الولادة الصعبة: حيث يتعذر على الرأس الجنين أولاً المرور من خلال عنق الرحم وبعدها المرور من خلال المهبل، مما يتطلب مجهودًا أكبر من الأم وقد يتطلب الأمر إجراء عملية قيصرية.
2- مشاكل الرضاعة: حيث يمكن أن يؤدي الوضع العرضي إلى وضعية غير طبيعية للفك واللسان، مما يتسبب في صعوبة في الرضاعة وبالتالي قد يعاني الطفل من نقص التغذية.
3- الإجهاض: قد يحدث الإجهاض في بعض الحالات عندما يكون الجنين في وضع العرضي، خاصة في الأشهر الأولى من الحمل.
4- تداعيات الولادة الصعبة: قد تحدث بعض المضاعفات الصحية للطفل، مثل الإصابة بالأوعية الدموية الدماغية، والتي يمكن أن تؤثر على وظيفة الدماغ وتسبب مشاكل في النمو.
لذلك، يجب مراجعة الطبيب المختص لتحديد أفضل الخيارات المتاحة للتعامل مع الوضع العرضي وتجنب المضاعفات المحتملة.
طريقة علاج الوضع العرضي للجنين
تعتمد طريقة علاج الوضع العرضي على عمر الجنين وحالة الحمل وظروف الأم. وفيما يلي بعض الخيارات الممكنة للتعامل مع الوضع العرضي للجنين:
1- تدليك البطن: يمكن للأم تدليك بطنها لمحاولة إقناع الجنين بتغيير وضعيته.
2- ممارسة التمارين الرياضية: بعض التمارين الرياضية الخفيفة يمكن أن تساعد على تغيير وضعية الجنين.
3- العلاج الطبيعي: يمكن للأم اللجوء إلى العلاج الطبيعي الذي يستهدف تحريك الحوض والعمود الفقري للأم لتشجيع الجنين على تغيير وضعيته.
4- الجراحة: في حالة عدم تحسن وضع الجنين، قد يكون الحل الوحيد هو إجراء عملية قيصرية لإنقاذ حياة الجنين والأم.
من المهم مراجعة الطبيب المختص لتحديد الخيار الأفضل في كل حالة، كما يجب العمل على تفادي الوضع العرضي بالتغذية الصحية وممارسة التمارين الرياضية الخفيفة.
طريقة تجنب الوضع العرضي
هناك بعض النصائح التي يمكن اتباعها لتجنب الوضع العرضي للجنين، وتشمل:
1- الحفاظ على وضعية جيدة أثناء الجلوس والنوم، وتجنب الجلوس بطريقة مائلة للأمام.
2- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة المناسبة للحوامل، والتي يمكنها تحسين قوة العضلات وزيادة مرونة الحوض.
3- الاهتمام بالتغذية السليمة والصحية، والحصول على الفيتامينات والمعادن اللازمة لصحة الأم والجنين.
4- الحصول على الرعاية الطبية اللازمة والمتابعة الدورية للحمل.
5- تفادي التوتر والإجهاد، والحرص على الراحة النفسية والاسترخاء.
6- الاستماع لنصائح الطبيب المختص واتباعها بعناية.
تجنب الوضع العرضي يمكن أن يساعد على تفادي بعض المضاعفات التي قد تحدث أثناء الولادة، ويمكن للأم التحدث إلى الطبيب المختص للحصول على نصائح وإرشادات أكثر تحديداً.
أقرأ أيضاً:
